-->
U3F1ZWV6ZTQ4MzU2MTA4NDI4X0FjdGl2YXRpb241NDc4MDc5OTAzNTY=
recent
أخبار ساخنة

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل الثامن عشر

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع الفصل الثامن عشر من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - (الفصل الثامن عشر)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
كانت تجلس وحيدة على مقعدها الهزاز تتأمل تفاصيل الظلام حولها .............. هي لا تعلم حقاً أي ظلام هذا الذي تتفحصه هل ما سبق من غفوتها أم ما هو قادم ................ هل هي حقاً غفوة تلك التي تحياها أم رضا أم ربما كلاهما................مر يومان منذ أن تركها حسن وعاد للمزرعة .............. منذ أن أصر على قضاء تلك الليلة ............ من أجل غرض واحد فقط ................ غرض ربما غاب عن عالمهما في الأشهر القليلة الماضية .............. وكعادتها لبت له رغبته وكأن سنوات عمرها أبت التغيير في لحظة فارقة وفي النهاية رضخت لرغبة حسن ...........

نظرت حولها فأيقنت أنها غارقة في الفوضى ............. يومان كاملان من إعداد شتى صنوف الطعام الذي إستمتع به حارس العقار وأسرته في النهاية ............. إبتسمت بسخرية فقد جاءت من أجل التفكير ولم تفعل شئ منذ وصلت سوى الهروب منه .............. وكأنها تتمنى العودة لمنزلها معه وتجاهل كل ما يحدث حولها من جديد ........... ولكن هل حقاً ستستطيع أم ستظل في منتصف الطريق تخشى العودة وترهب الإستمرار .................

**********************


إبتسمت إيناس بسخرية عندما تذكرت رقية ............ حقاً إفتقدت تلك المرأة البشوش على الرغم من تأففها منها في البداية ........... كانت تجلس بالعيادة تنهي بعض الأوراق فالعمل لم يكن بالكثير في الأيام القليلة السابقة خاصةً مع إنشغال خالد بإتمام التزاوج الثمين وإنتظار مهر جديد لينضم إلى عائلته الكبيرة !!!!................ تركت ما بيدها وأخرجت بضعة صور لشريف ............. وكأنها تسعى لإخراج ذكرى مرئية له بمجرد أن تفكر بشخص آخر وخاصةً إذا كان رجل ........ كانت تتمعن في الصورة أمامها ............ملامحه الغائبة عن واقعها المحفورة بقلبها ولكنها إنتبهت لطرقات خالد ودخوله السريع كعادته فبادرت بوضع الصور سريعاً في حقيبتها بإرتباك لاحظه هو على الفور كما لاحظ أيضاً الصورة الصغيرة التي سقطت منها رغماً عنها .............. جلس على المقعد أمامها دون إكتراث قائلاً : صباح الخير
إيناس : صباح النور
خالد : أخبار الشغل ايه تمام
إيناس : تمام
خالد : كويس ............ فاكرة الطلبات اللي كتبتيها علشان سهيلة
إيناس : أيوه
خالد : إكتبيها تاني علشان الغبي اللي بعته ضيع الورقه
إيناس : حاضر حجهزها وأبعتها لحضرتك
خالد : لأ إكتبيها دلوقتي علشان فوراً حابعته تاني
إيناس : دلوقتي حالاً
خالد : أيوه يا دكتورة ولا نسيتي وحترجعي تدوري في الكتب
قامت وقد قالت له في ضيق : لأ منسيتش ......... ثواني

أخرجت كتاباً صغيراً وورقة بيضاء لتقوم بكتابة ما طلبه منها ثم بدأت تبحث بيأس عن قلم !!!! وكأن أقلام الكون إختفت بتلك اللحظة .......... كانت تعبث بمحتويات المكتب أمامها وتفتح الأدراج دون جدوى ومع مرور الوقت زادت حدة توترها خاصةً مع تجسس عيناه وتمعنه في ملامح الإرتباك على وجهها .......قالت وهي تواصل البحث دون ان تنظر نحوه : معلش بدور على القلم ............مشكلة دايماً تضيع مني الأقلام ..........

إبتسم بسخرية وود أن يبقيها هكذا لساعات تبحث دون جدوى فاللوحة المتجسدة أمامه بإرتباكها وخجلها تبدو غاية في الروعة ولكنه قرر في النهاية أن يوقف بحثها المضني ليس فقط من أجلها أو من أجل وقته بل من أجل تلك الصورة التي سقطت منها ............ ناولها القلم وهو يبتسم بثقة : إتفضلي أنا معايا قلم
إيناس : متشكرة

شرعت تكتب الأدوية مرة أخرى وعندها مد هو قدمه بحرص ليسحب الصورة برفق ........... أخذها دون أن تنتبه له ........... كانت صورة لرجل يبدو في أوائل عقده الثالث .........وجه بشوش .............. ملامح تبعث الراحة في النفس منذ أول وهلة ............ يبدو كرجل مسالم ............. هادئ .................

إنتهت إيناس وناولته الورقة وهي تقول : خلاص ........... إتفضل
خالد : تمام ............. إبتسم بمكر ثم ناولها الصورة قائلاً : دي وقعت منك
بدت ملامح الضجر على وجهها أو ربما الذنب لفقدانها الصورة ............. سحبتها سريعاً من يديه وكأنه ليس من حقه الإمساك بها وقالت : أيوه
نظر بسخرية وتابع : دي صورة أخوكي
صمتت قليلاً ........ من أنت لتسألني عن صاحب الصورة فهذا ليس بحق لك ........ نظرت نحوه بحده وربما لأول مرة يلحظ تلك اللمعة بعيناها وقالت : لأ دي صورة جوزي .

*****************
زوجي ............. نعم كانت تلك هي كلمتها لم تقل زوجي الراحل ولم تقل المرحوم كما إعتادت والدته بل قالت زوجي وكأنه ما زال زوجها وكأنه لم يرحل .............. قابع بعالمها يأبى أن يتحرك ............ ما هذا هل يشعر بالغيرة من الرجل ............. ربما فللحظات يتمنى أن يكون مكانه أن تكون إيناس له ............بإخلاصها وبراءتها.................... حتى بعد أن يموت !!!!!!!

*****************

كانت تمسك بصورة شريف وبطرف منديل رقيق تنظف الأتربة التي علقت بها ............. شعرت بالغيظ ربما منه أم ربما من نفسها لأنها كادت أن تفقد صورته بل ربما من نظراته العابثة للصورة ............. لقد كانت ذكراها بين قبضة يديه وهذا ليس من حقه ........... وليس من حق أي رجل ........ طرقات الباب تدق من جديد ............ تنهدت بضيق لعودته مرة أخرى وولكن تلك المرة لم يكن هو ............. كان حمزة بإبتسامته المعتادة وكأنها جاء في أكثر الأوقات خطئاً بالعالم ..........رحبت به بفتور لم يثنيه عن الدخول والجلوس بنفس مقعد خالد منذ قليل .......
حمزة : صباح الخير
إيناس : صباح النور .......... إزيك يا بشمهندس
حمزة : تمام إنتي إيه أخبارك
إيناس : الحمد لله
حمزة : أبلة روكا لسه مارجعتش
إيناس : لسه
حمزة : كئيب المكان من غيرها صح
إيناس : اه فعلا
حمزة : أنا حتى لسه شايف خالو دقنه طويلة وهدومه مش مظبوطه وحالته صعبة ........... أصله ما يقدرش يستغنى عنها
إيناس : ربنا يخليهم لبعض
حمزة : طيب أنا مش حعطلك أنا بس كنت محتاج منك خدمة
إيناس : إتفضل
حمزة : إنتي بتعرفي تدي حقن
إيناس : اه بعرف
حمزة : لبنى آدم مش حصان
إيناس : أيوه بعرف كنت بديهم عندي في البيت
حمزة : حقن عرق
إيناس : أيوه

قام من على كرسيه على الفور وهو يقول : كويس جداً ........... ثم أخرج حقنه معه ودواء مضاد حيوي وشمر ذراعه وتابع : ممكن بقه تديني الحقنه دي
إيناس بتلعثم : دي ........حقنة إيه

حمزة : إتخضيتي كده ليه هو شكلي مدمن وعلى علشان ببان مبسوط
إيناس : لا أنا آسفة مش قصدي
حمزة : أصل أنا رحت للدكتور وقالي عندك فيروس في المعدة وكتبلي حقن ويومين أروح وادي النطرون آخد الحقنة في الصيدلية مخصوص هناك خصوصا إنها عرق ومش أي حد بيعرف يدي حقن في العرق وبعدين فكرت فيكي وقلت جايز تكوني بتعرفي أهو تريحيني من المشوار ............. ممكن بقه خدمه لأخوكي الغلبان
أومأت بالإيجاب مبتسمة وكأنها قررت مساعدته عندما لفظ بكلمة أخوكي ................

قامت بتحضير الحقنه وأمسكت ذراعه لإعطائها له وإبتسمت حين لاحظت عيناه المغمضه وفمه المفتوح وكأنه يحضر لعرض الصراخ الشديد ....... نظرت له وقالت وهي تلقي الحقنه في السلة بجانبها : خلاص خلصنا
حمزة : إيه ده بجد
إيناس : أيوه يا بشمهندس خلاص
حمزة : ياه ده إنتي إيدك خفيفة خالص يا بخت الخيل
تبدلت إبتسمتها مرة أخرى وقالت بجدية : متشكرة وربنا يشفيك
حمزة : يا رب ........... حعدي عليكي بكرة كمان بس علشان آخر حقنه
إيناس : مفيش مشكلة
حمزة : مش محتاجة أي حاجة أجيبهالك
إيناس بدهشة : لأ ميرسي
حمزة : بجد بيضتين شوية جبنة رومي .......
ضحكت بدهشة وتابعت : لأ شكراً
حمزة : أيوه كده علشان أسيبك وإنتي بتضحكي .......... علشان محسش إن دمي تقيل
إبتسمت بحرص ولم تجيبه تابع هو بعدها : وكمان بوصلك سلام نرمين وعمر
إيناس : بلغهم سلامي
حمزة : يلا ......... أمشي بقه .......... مع السلامة
إيناس وقد نظرت للأوراق أمامه لإدعاء العمل : مع السلامة يا بشمهندس

*********************

إنها ليلة قمر مكتمل ............... هل سيعود الذئب للحياة كما إدعت الأسطورة ............ إنه الشر الكامن بنفوسنا وقد لا ينجو أحد من براثنه ................
مون لايت سوناتا .............. طالما عشقت تلك المعزوفة ..............ربما من أجله .............. لطالما أخبرها أنها لا تشبه معزوفته الثمينة في شئ ............ فهي تبدو كمعزوفة صاخبة .................مضطربة ...............نعم مضطربة ولكن بسببك أنت يا خالد................. أطلقت العنان لخصلاتها الحمراء ............. بل لجسدها ............... تتمايل على معزوفته .............راهنها مراراً أن إنحناءتها الرشيقة لا تتناسب مع موسيقى بيتهوفن خاصته ............. ولكن ها هي الآن تؤدي رقصة أخرى .............. رقصة من أجله ولكن تلك المرة لن يتمكن من المشاهدة ............ فهو لديه موعد مع نوع آخر من الرقص ...........


نظر خالد للساعة فوجدها قد قاربت على الثانية صباحاً .............. ليلة أخرى من الأرق والفضل يعود لكارمن ............ فعقله دائم التفكير في سبب عودتها ...............وبالطبع لا يصدق حيلة العشق البالية التي إتبعتها فأي عقل بائس سيصدق هذا الهراء ............ أخرجه صوت غريب من أفكاره ............ نعم هناك .......... هناك شخص ما بالحديقة ............. إرتدى قميصه مسرعاً وقفز لداخل الحديقة ربما قبل أن يربط جميع أزراره ........... وقبل أن تتجول عيناه بحثأ عن مصدر الصوت باغته أحدهم بلكمة قوية أفقدته توازنه ووقع على الأرض في لحظتها ........... كان رجلاً قويا ....... إبتسم له بمكر أسفر عن ظهور صف أسنانه الصفراء المتهالكه ثم إقترب منه ليلكمه مرة أخرى ولكن خالد لم يكن ضعيفاً هو الآخر فجسده يكاد يكون بنفس قوة هذا البائس فقام على الفور ليقفز برشاقة على المعتدي ويباغته باللكمات وبالفعل كاد أن يتفوق عليه لولا ظهور آخر من العدم وكان أقصر من كلامها ولكنه كان عنيفاً لأقصى حد حيث أحاط رقبة خالد بسلسلة حديدية وباشر في جذبها بقوة فمنع عنه الهواء حتى إرتخت قبضة خالد من على الآخر وعندها ترك السمين السلسة وقام بلفها على قبضة يده ووجه لكمة قوية لخالد لم تطرحه أرضاً فقط بل قذفته بقوة ليرتطم ببعض الأواني الفخارية ويسقط داخل الحديقة الأخرى الخاصة بفيلا إيناس ..................

شعر بطعم الدماء بفمه ............ حاول أن يتصدى لهم أكثر من مرة ولكنهم باغتوه بلكمات شديدة بوجهه وبطنه حتى سقط أرضاً في النهاية ولم يعد لديه قدرة على المقاومة ....... إستمع بصعوبة لأصواتهم البائسة وهم يقولون : دي تحية من كريم باشا................. ههههههههههه ودي مش أول تحية لسه التقيل جاي ...........

قالها السمين في النهاية وهو يخرج سلاحاً حاداً ويوجهه نحوه .............. قربه من جسده والآخر يحثه على إنهاء ما ينويه سريعاً والهروب وبالفعل قربه منه من أجل أن يطعنه بمهارة محدثاً أكبر قدر من الألم ولكن دون أن يقضي عليه ........... ولكن حدث شئ غريب فقد باغتته المياه من كل جهة ............ إندفعت صنابير المياة في الحديقة فأغرقتهم جميعا في لحظات وأُضيئت الأنوار فجأة مما جعلهم يهربون على الفور ولكن السمين قام بجرح خالد في ذراعه بسلاحه الحاد قبل هروبه


فتحت عيناها فجأة على صوت إرتطام شديد ............ نعم يبدو أنه إرتطام جسد بشئ ما بل وربما تكسير أشياء .....................شعرت بالفزع ....... قامت على الفور تتحسس طريقها بحرص في الظلام حتى وصلت للنافذة وعندها رأتهم .......... ثلاث رجال أحدهم أرضاً يتلقى اللكمات بشدة من الآخرين .......لم تكن الرؤية واضحة ......... ظلت تتابع الموقف بفزع حتى إستبينت ملامحه إنه خالد !!!!!!!!!!!
شعرت بالفزع ......... ماذا تفعل ........... أخذت هاتفها وحاولت الإتصال بحسن ولكنه لم يجب ........ كررت الإتصال عدة مرات دون جدوى حتى تملك منها اليأس ......... توجهت مسرعة لغرفة المعيشة ......... وقفت تراقب ما يحدث عن كثب من خلف الستائر الثقيلة والهاتف بيدها تعاود الإتصال دون جدوى ............شعرت بشلل أصاب عقلها وأوقفه عن التفكير ........... فهي تراقب الإعتداء الغاشم وليس لديها القدرة على فعل شئ ولكن فجأة تبينت أعينها النصل اللامع في قبضة أحدهم ........شعرت أنها على بعد ثوانٍ من مشهد قتله .......... وعندها لم تفكر أضاءت جميع أنوار الحديقة دون وعي وفتحت رشاشات المياة كنوع من جذب الإنتباه وكانت محظوظة إذ أنهم فروا هاربين ظناً بوجود رجل آخر في المكان .

نعم هربوا ............ ظلت جامدة في مكانها لدقائق تحاول إستيعاب رحيلهم وعندها أدركت المياة المفتوحة وجسده الممدد على الأرض فقامت على الفور وأغلقت محبس المياة وهمت تتجه سريعاً نحوه ولكنها إستدركت في آخر لحظة أنها ترتدي ملابس النوم فعادت مسرعة ولفّت جسدها بروب طويل ثم خرجت مرة أخرى للحديقة ............. كان ممدداً على الأرض مضرجاً بالدماء ............ توجهت نحوه في فزع وهي تقول بصوت مرتجف : بشمهندس خالد .............بشمهندس خالد إيه اللي حصل .......... فوق أرجوك

كانت ملامحها غير واضحة بالنسبة له وكأنه في حالة متأرجحة بين الوعي والغشيان ......... نظرت حولها في يأس ............ فكرت أن تطرق باب فيلا حسن ولكنها تراجعت فربما لن يسمع الباب كما لم يشعر بالهاتف ........... لم تجد بداً من سحبه للداخل ولكنه كان ثقيلاً فجسدها الضعيف لا يستطيع تحريك جسده الضخم ...........كانت تحاول بيأس وتطلب منه مساعدتها حتى تستطيع معالجته ............ بدأ يستوعب ما يحدث ........... إنها إيناس وهو مكوم على الأرض بحديقتها غارقاً في دماءه وأيضاً في الماء !!!!! ...........


حاول الوقوف مستنداً عليها بصعوبة حتى إستطاعت جذبه وأجلسته على أقرب مقعد بطاولة بمدخل غرفة المعيشة مباشرة ً ........... ظلت تنظر نحوه في دهشة لا تدري ماذا تفعل ولكنها ما لبثت أن إستعادت تركيزها ............ أحضرت منشفة كبيرة لتجفيف جسده المبلل وبقطعة قماش ربطت جرحه النازف وبمنشفة أخرى مبللة بدأت تنظف وجهه المدمم ............. كانت أنفاسها مسموعة ............ شعر هو بإضطرابها الشديد بعد سماع أنفاسها السريعة خاصةً مع إرتعاش أناملها وهي تحاول تجفيف الدماء التي إنسدلت بغزارة من أنفه وفمه ...........بدأت ملامحها تتضح رويداً رويداً في عيناه ......... كانت نظراتها حائرة خائفة .........مرتكزة بقوة على وجهه وكدماته ............ عروق زرقاء صغيرة تخللت جبهتها في إشارة واضحة لتوتر حاد أصابها في تلك اللحظة ......... كانت شفتيها ترتجف لا بل كانت تتمتم بكلمات غير مسموعة ..........ماذا عساها تقول
حرك إحدى يديه وضغط على جرحه بقوة وقال بصوت منخفض يبدو أنه جاهد من أجل إخراجه : إنتي ........ بتقولي إيه
نظرت نحوه وما زالت ملامح القلق على وجهها هي سيدة الموقف ............ قالت له بصوت مرتجف : إيه
خالد : بتقولي .........إيه ............
إيناس : بقول أسترها يا رب
إبتسم لها وتابع بهدوء : متخافيش ............ قالها ثم ترك ذراعه المصابه فبدت الدماء كثيرة ............. نظرت إيناس للجرح في فزع وتابعت : لازم نكلم حد .............. لازم تروح المستشفى ............. أنا بطلب بشمهندس حسن مش بيرد أعمل إيه
خالد : حسن مش موجود ........... سافر إسكندرية وكمان تلاقي موبايله سيلنت
إيناس : مش موجود ........ طيب أكلم مين
خالد بأنفاس متقطعة من الألم : متكلميش حد ............. بصي روحي العيادة وهاتي مطهرات وشاش من هناك
إيناس بفزع : إيه ...........أنا
خالد : إنتي خايفه أخلصلك مخزون الخيل ولا إيه ........... أرجوكي أنا تعبان محتاجك تنضفي الجرح وتربطيه
إيناس بتردد : إيوه بس ممكن يحتاج خياطة
خالد : لا لا مش شرط إنتي بس هاتي الحاجه وكمان حتلاقي عندي في الفيلا عندي جنب التليفزيون دوا مسكن أرجوكي هاتيه بعد إذنك
إيناس مضطرة : حاضر

هرعت بالفعل نحو العيادة وأحضرت بعض الملتزمات من هناك ثم توجهت للفيلا خاصته وأحضرت من غرفة المعيشة دواءً مسكناً وآخر عبارة عن مضاد حيوى وجدته بالمصادفة وعادت وقد أغمض خالد عيناه وبدا متستغرقاً في النوم .......... ربما من الألم .............. إقتربت منه بحرص وهي تقول : بشمهندس .......... بشمهندس خالد أنا جيت

لم يشعر بكلماتها على الرغم من أن يده كانت ما زالت تضغط بقوة على موضع الجرح ............لم تجد بداً من الإقتراب بحرص وتحريك يديه من أجل تنظيف الجرح ولكن في حركة فجائية إنتفض فزعاً وقام بسحبها بيده الأخرى وكأنه شخص يريد مهاجمته .......كانت ذراعه مطبقة على خصرها بقوة وقد جذبها نحوه وهو يقول : كارمن ............ ناوية على ايه كارمن ............هه .............عايزة إيه
إيناس وهي تحاول بصعوبة التخلص من قبضته دون جدوى : كارمن مين ............ فوق يا بشمهندس أنا إيناس ........... أرجوك سيبني

ظل جامداً لدقائق ثم أرتخت قبضة ذراعه وتركها ....... إبتعدت في فزع وظلت نتظر نحوه برهبة ...........تمتم قائلاً : أنا آسف ............بجد آسف ....... أرجوكي إوقفي النزيف
أغمض عيناه مرة أخرى .........ظلت ترقبه من بعيد خائفة من الإقتراب حتى سمعت عبارته الأخيرة : متخافيش ....... متخافيش مني

إقتربت منه وبدأت في تنظيف الجرح لم يكن غائراً ولكن فقد بسببه الكثير من الدماء ........... قامت بتنظيفه وتطهيره بالبيداتين ثم قامت بلف الشاش حوله بإحكام وتأكدت من توقف النزيف تماماً وعادت لوجهه مرة أخرى وبدأت بمعالجة الكدمات والجروح به ........... مرت حوالي ساعة عندها كانت قد إنتهت تماماً ......... بدا وجهه أفضل على الرغم من آثار الكدمات ........... كان ينظر نحوها بتمعن ............ على الرغم من آلامه ظل يراقب تفاصيل ملامحها طول الوقت ........... القلق الشديد البادي على وجهها............ العسل اللامع بمقلتيها .............بدت بشرتها بيضاء وكأن الدماء قد غادرتها فزعاً ............ كلما لامست أناملها البارده جروح وجهه شعر بالراحة وكأنها نبات سحري خرج من الحديقة لمداواة جروحه ............

كانت تتحاشى النظر نحوه طوال الوقت فعيناها لا تنظر سوى لموضع الكدمات من أجل معالجتها وفقط ....... قالت له بعد أن إنتهت : خلاص ....... خلصت
خالد : طبعاً وشي متشلفط
إيناس : معلش يومين والكدمات حتروح وحيهدى إن شاء الله
نظرت نحوه وهي تقول جملتها الأخيرة وعندها لاحظت تلك النظرة المتمعنة التي يوجهها نحوها .......... بدأت في لملمة أشيائها وتابعت : هو بس حضرتك تحط عليها ثلج
خالد : طيب عندك ثلج
إيناس : اه............... ثواني ............. قامت وأحضرت له الثلج ..............على الرغم من ضيقها من نظراته في أغلب الأحيان وأحياناً خوفها ............إلا أنها شعرت بالشفقة من أجله فقد تعرض الليلة لتجربة سيئة مع الألم بل كاد أن يفقد حياته .......

وضع خالد كيس الثلج على جبهته وتابع : إنتي اللي شغلتي الميه وإيدتي النور صح
إيناس : أيوه
خالد : بس كانوا ممكن ميهربوش ويإذوكي لو عرفوا إنك لوحدك
إيناس : أنا مفكرتتش أنا شفت السكينة في إيد واحد منهم إتخضيت وعملت كده
خالد : خفتي يموتوني
إيناس : هما ليه كانوا عايزين يموتوك
خالد : لا هما مكانوش عايزين يموتوني ....... ده كان مجرد تخويف
إيناس بدهشة : تخويف !!! من إيه
خالد : مش مهم من إيه المهم إني أخاف وخلاص وأعيش في قلق ده كافي إنه يبسطه
إيناس : هو مين ده
خالد : واحد ............ أو جايز واحده ........... بس الأكيد إني مابسيبش حقي وواضح إني محتاج أفكرهم بده
صمتت إيناس عندما شعرت بالنبرة الإنتقامية في حديثه نظر نحوها وتابع برقة : المهم إني لازم أشكرك على اللي عملتيه معايا النهارده
إيناس : العفو يا فندم ........ أنا ماعملتش غير الواجب
ظل ينظر نحوها لوهلة صامتاً ثم إستند على الطاولة وقام بالوقوف وتابع قائلاً : أنا متشكر على العناية الطبية المميزة دي واضح إن الخيل عندي محظوظ لوجود دكتورة شاطرة زيك ............
أنا طبعاً مش حاقدر أنزل بكرة الشغل فإنتي حتكوني مكاني و ياريت تبعتيلي دسوقي الصبح على الفيلا ............
إيناس : حاضر ...........حضرتك ما تقلقش
إبتسم لها وتابع : تصبحي على خير
إيناس : وحضرتك من أهله

غادر خالد وتركها مع الأرق .............. ظلت بالحديقة تراقب السماء وتفكر فيما مر من أحداث .............. تذكرت هجومه عليها ظناً منه أنها شخص آخر وكأنه كان يحلم ............ قال كارمن ........... نعم إنها هي الصهباء التي جاءته منذ أيام ..............يبدو أن وراءها الكثير من الأسرار وربما الخطر أيضا
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن عشر من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 

تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة