-->
U3F1ZWV6ZTQ4MzU2MTA4NDI4X0FjdGl2YXRpb241NDc4MDc5OTAzNTY=
recent
أخبار ساخنة

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل الثامن و الثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع  رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - (الفصل الثامن و الثلاثون)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أنه كان هناك سفينة ......... تبحر دون مقصد بدروب الحياة .......... زادها الخيال وونيسها الذكرى ............ وفي ليلة فضية .............. ليلة تربع فيها ضوء القمر على عرش الظلام ...........وتزينت سماء الليل بلمعة النجوم............ غاصت دون وعي ببحر الهوى ............. وبحر العشق عميق .......... سحيق يا مولاي .............. وبعمق هذا البحر كان يوجد جبل ........... شامخ...........غاضب ............ ثائر ........... .............أسود كستائر العتمة يطلقون عليه جبل المغناطيس ........... كلما مرت به سفينة ............ تحطمت ........... تناثرت أجزاؤها ...........فصارت حطاماً ........... إبتلعه البحر في لحظات .
وإقتربت منه دون إرادة وتحطمت جدران عزلتها على يد عنفوانه ............... ولكن لم يبتلع البحر عزلتها فحسب .......... ولم يتمكن الغرق فقط من ذكراها بل غاصت معه أحجار المغناطيس وركع شموخ صرحه تحت قدميها ................
مرت ثلاثة أيام ................ ثلاثة أيام منذ أن ألقى بتعويذته السحرية على مسامعها .............. أحبك بدّل حالها ورحل ........... تركها سعيدة ........... لا بل حائرة ........... مبعثرة كحروف كلمته داخل عقلها ............. فتارة رافضة وتارة عاشقة ........... وهو غائب ........... والوقت يتبختر بدلال حولها .......... وعبارته متأججة بوجدانها ........... متملكة لها بإصرار .......... رحل ......... وهي أصبحت رافضة وغدت مشتاقة .وأحاطت بها الغُربة ........... وكأن العالم فراغاً دونه ........... لم تصدق نفسها عندما لمحت رقية بباب غرفتها ومعها خالد الصغير .......... كانت تبدو جميلة ............ بل مضيئة ........ نعم مضيئة بشعاع الأمل ورونق الأمومة .............
هتفت إيناس بسعادة بالغة : رقية
رقية : أنوس حبيبتي
تعانقتا بشوق وطبعت إيناس قبلة رقيقة على جبهة الصغير النائم ............ إبتسمت بمكر لصديقتها وقالت : نسخة من البشمهندس
رقية : مخدش مني حاجة العفريت ده ..........حتى متعب زي أبوه
إيناس : ربنا يخليكوا لبعض
رقية : إنتي عاملة إيه دلوقتي يا حبيبتي
إيناس : أنا كويسة الحمد لله ......... مش عارفة ليه الدكتور مقعدني هنا ............ أنا زهئت
رقية : هي كانت عملية الزايدة يا إيناس ........... دي رصاصة ............. يا ربي أنا كل مافتكر قلبي يقع في رجلي
إيناس : خلاص يا رقية .......... عدت الحمد لله
رقية : حصل إيه يا إيناس ............ حصل إيه يومها
إيناس : مانتي عارفة يا رقية الهجوم والقلق
رقية : حتخبي عليا يا أنوس .......... أنا عارفة إنها رصاصة كارمن
نظرت نحوها إيناس بترقب وتابعت : خالد هو اللي قالكم
رقية : خالد يومها كان في حالة إنهيار وبعت دسوقي لحسن ............... كان عايزه يحبسها لغاية ما يفوقلها وحسن عرف من دسوقي إن كارمن كان في إيدها مسدس ..............
إيناس : يعني هي دلوقتي في المزرعة
رقية : لا جاتلها حالة إنهيار عصبي وحسن نقلها على المستشفى
إيناس : ايه !
رقية : كانت قاصداكي يا إيناس
إيناس : رقية إنتي بتقولي إيه ........... لأ خالص حتقصدني ليه
رقية : علشان تحرق قلبه ............ كانت عارفة إنه بيحبك صح
إيناس بتلعثم : بي ........... بيبيإيه ............ رقية إنتي بتقولي إيه
رقية : بطلي مكابرة بقة .......... أنا نفسي عرفت من يوم ما طفشتي وجري وراكي زي المجنون علشان يرجعك ............ ليلة ما ضايقك وهربتي تاني يوم
إيناس : رقية .......
رقية : كارمن كانت عارفة أكيد ........... ليه مبلغتيش عنها ....... ليه
إيناس : مكنتش تقصدني ............. مكنتش في حالتها الطبيعية علشان تفكر بالطريقة دي
رقية : مش فاهمة ............ طيب الطلقة ضربتها إزاي
صمتت رقية لوهلة ثم تبدلت ملامحها فنظرت نحو إيناس في صدمة وقالت : إيناس ........... هي كانت تقصد .........
ترقرقت العبرات بعيني إيناس رغماً عنها وتابعت : أيوه ............كانت تقصد خالد ............ رقية بتأثر : إيناس إنتي عملتي إيه ........
بنبرتها المرتجفة تابعت : ماقدرتش ............. كان صعب أفقده من تاني ............ كان صعب قوي ........... محستش بنفسي
أمسكت رقية بأناملل صديقتها وربتت عليها : حبيبتي ........... إنتي مجنونة ............. إنتي بتحبيه للدرجة دي
إنفجرت إيناس رغماً عنها في البكاء عندما سمعت عبارة رقية الأخيرة .......... لقد أفرغت لتوها حملها الثقيل بجعبة صديقتها ..............
إقتربت منها رقية ورفعت ذقنها وتابعت بحنان : طيب بتعيطي ليه بس ............ هو الحب حاجة وحشة
إيناس : أنا ............ أنا
رقية : إنتي حبيتيه .............. حبيتيه يا أنوس ............ ومش حتعرفي تكدبي حتى على نفسك
إيناس : لكن ............. شريف
نظرت رقية لصديقتها بإبتسامة وتابعت : شريف أول حب بس مش الأخير يا إيناس ............. قلبك دق تاني .......... لأ ده مش دق ..........ده صرخ بأعلى صوته وقال بحبك يا خالد .............. وعلى فكرة عادي يعني مش عيب ولا حرام ولا قلة أدب
إيناس : بتهظري يا روكا
رقية : لأ ما بهظرش ............. ولا ناسية الكلام اللي قلتهولك ليلة ما حمزة عرض عليكي الجواز ........... فاكرة ...........يومها كنتي مش طايقة نفسك
إيناس بشرود : حمزة ...........
رقية وقد إبتسمت بمكر : أيوة حمزة .............. بس أقول إيه ...............ماهو إحنا كده كلمة بحبك بتبقى حلوة بس من واحد بس
صمتت إيناس لوهلة بعد عبارة رقية ............. تذكرتها ........... بحبك ............ قالها بهمس .......... بصوت دافئ ............ وتمكنت منها حتى النخاع ........... تمكنت من يقظتها وسيطرت على أحلامها ............. هي حمقاء ............ أين هو الآن ............ رحل دون إكتراث !!!
قطبت جبينها .......... تابعت بضيق : الكلام ده سابق لأوانه رقية : ده هو أوانه ......... أنا لو منه أجيب المأذون وأكتب حالاً قبل ما ترجعي في كلامك
نظرت نحوها إيناس بقلب مرتجف : مأذون ........... إنتي بتقولي إيه بس ........... لا كويس إنه ما بيفكرش زيك ............ رقية : حنشوف ............ هو بس يخلص موضوع الست كارمن
إنتبهت ........... سألتها بقلق : كارمن هو حيعمل إيه
رقية : متعرفيش
إيناس : لأ معرفش وماشفتوش من ثلاث أيام ............. قولي يا رقية ماتوقعيش قلبي
رقية : معرفش تفاصيل ............ بس هو حسن قالي إنه نقلها مستشفى أمراض نفسية و ...... عايز يسفرها برة
إيناس : أمراض نفسية ........... هي حصلها إيه بالضبط
رقية : معرفش ............. خالد ماقالش لحد تفاصيل .................حتى لحسن
شعور آخر ............ تختبره الآن .......... هو حريص بشأنها .......... ربما قلق ............. مشغول ........... متحفظ ............. تباً ........... إنها الغيرة .
**********************
ما زالت عبارات الطبيب مسيطرة على عقله ............ كارمن تعاني من فقدان الذاكرة الإنشقاقي ........... ذكرى آخر ثلاثة أعوام غابت عن عقلها .......... الطبيب يرجح أن السبب صدمة عنيفة ............ صدمت إصطدمت بشقاء ثلاثة أعوام ......... بذرة الغضب التي ألقاها بعبث في أرضها لتطرح غِلاً كاد أن يودي في النهاية بحياة من تمكنت من دقات قلبه .
زفر بضيق ........... يالسخرية القدر ............ الآن هو يسعى بكل ما أوتي من قوة لعلاجها .......... رتب كل شئ في أيام ............ وتوصل بفضل أصدقائه في الولايات المتحدة لمصحة نفسية شهيرة ............ علاج عضوي ونفسي لإستعادة ذاكرتها أولاً والتعامل مع ألمها ثانياً ............... لا يعلم هل يفعل ذلك خوفاً عليها أم منها ................ أم ربما كلاهما .
*****************************
إبتسم حسن مرحباً بزوجته بعد أن دخلا للفيلا قائلاً : نورتي بيتك من تاني يا حبيبتي ........... نورت يا أستاذ خالد
إبتسمت رقية لزوجها إبتسامة بسيطة وظلت تتفحص منزلها لدقائق ورغماً عنها تمكنت منها ذكرى رحيلها ........... لاحظ حسن تبدل ملامح زوجته ............ تابع بصوت أجش : إيه يا رقية ............... مكنتيش عايزة ترجعي
رقية : لو مكنتش عايزة أرجع ماكنش زماني واقفة هنا دلوقتي
حسن : يبقى تضحكي وتفرحي برجعتك لبيتك وتفرحيني معاكي
تنهدت رقية وتابعت بنبرة جادة : حسن إحنا لازم نتكلم
إبتسم حسن وتقدم من زوجته مقبلاً رأسها وتابع : ومستعجلة على إيه ........... ماحنا حانتكلم ............. قدامنا العمر كله ....... حنتكلم وحنتخانق وحنقلق وحنفرح وحنزعل وحصالحك .......... بس حنفضل مع بعض ............ ولبعض ........... سامعاني يا رقية ........... لبعض .
نظرت نحوه بتمعن ........... ثم نظرت نحو خالد وتفحصت مملكتها مرة أخرى وإبتسمت بسخرية ............ فقد كان محقاً .***************************
دخلت ثريا لغرفة إبنتها مسرعة وهي تلهث قائلة : معلش يا حبيبتي إتأخرت عليكي
إيناس : ماما إنتي تاعبة نفسك راحة جاية
ثريا : لازم برده أطل على البيت وعلى أخوكي
إيناس : خليكي في البيت يا ماما ........ ملوش لزمة تبهدلي نفسك معايا هنا
ثريا : لما تِبقي ماما حتفهمي
إبتسمت إيناس لأمها وتابعت : حقك عليا يا ست الكل أنا مش قصدي انا بس عايزة أريحك
ثريا : محدش فيكم مريحني ............. الصغير قالقني عليه وبيسرح وبيتأخر بره كتير خصوصاً لما أغيب والكبير أهو معاد أجازته فات يجي من 3 شهور ومنزلش ........... الشغل يا ماما ........... طيب كان نزل العيال دول وحشوني قوي
إيناس : معلش يا ماما محدش عارف ظروفه
ثريا : وإنتي ربنا يهديلك الحال وقلبي يطمن عليكي بقه ..............
- طيب والدعوات دي أنا مليش نصيب فيها
قال عبد الرحمن جملته بإبتسامة وهو يدلف لداخل الغرفة ............. نظرت نحوه ثريا بتساؤل ........ كنت بتكلم مين وسيبتني أطلع لوحدي
عبد الرحمن : كان معايا واحد صاحبي على التليفون
ثريا : صاحبك مين ؟
عبد الرحمن : صاحبي وخلاص يعني إنتي تعرفي كل صحابي .................. عاملة إيه النهاردة يا حبيبتي
قال جملته الأخيرة لصغيرته بإبتسامة قابلتها هي بإبتسامة أوسع مجيبة : الحمد لله يا بابا
عبد الرحمن : زهئتي الصبح لوحدك
إيناس : لأ خالص حتى رقية جاتلي وقعدت معايا شوية
عبد الرحمن : الست دي ذوق جداً وجوزها كمان
إيناس : اه ولله طلعت من المستشفى عليا علطول قبل حتى ما تروح البيت
ثريا : وكلمتني وكلمت أبوكي تطمن علينا كمان
إيناس : والله فيها الخير
عبد الرحمن : طيب أنا حاسيبكم ورايا مشوار ضروري وراجع
ثريا : رايح فين
عبد الرحمن : حقابل واحد صاحبي
ثريا بدهشة : صاحبك مين عبد الرحمن بضيق ونبرة يقصد بها ممازحة زوجته : ما قلتلك متعرفهوش ............ يلا عايزيين حاجة من برة
لم تجب ثريا زوجها فأجابته إيناس بإبتسامة : سلامتك يا بابا
نظرت إيناس نحو أمها وتابعت : برده متضايقة
ثريا : يعني شايفة أبوكي ودلعه ....... وقت صحاب ده وخروج
............ محدش فيكم مريحني ........... إنتم الأربعة .
ضحكت إيناس بيأس وزمت ثريا شفتيها وظلت تتفكر في أحوالهم جميعاً .
**************************
نظر عبد الرحمن نحو خالد بإبتسامة وتابع وهو ينفض ملابسه : الحقيقة يا بشمهندس لما كلمتني في التليفون وقلتلي ياعمي ............. توقعت مقابلتنا حتكون في مكان هادي وإني حاشرب لمون ولما إنت إقترحت المزرعة قلت وماله مكان حلو وجو جميل وهدوء ............. لكن متوقعتش اللي حصل ده خالص
إبتسم خالد بدوره وتابع بعد أن بدّل ملابسه التي كانت قد نالت نصيبها مما حدث : بجد يا عمي أنا مش عارف أقولك إيه .............. أنا كنت نسيت في وسط اللخبطة و الزحمة الفرسة دي خالص ............. يدوبك عرفت من البواب إن حضرتك وصلت لقيت السايس بيقوللي يا بشمهندس إلحق سهيلة حتولد
عبد الرحمن : فرسة جميلة وإسمها جميل
خالد : أنا مكنتش عايز أتعب حضرتك وقلت تنتظرني في الفيلا أفضل
عبد الرحمن : بصراحة أنا كان عندي فضول أحضر التجربة دي ............. برده شغلكم متعب يا أخي ........ هي إيناس لو كانت موجودة كانت حتولد الفرسة دي
خالد : لا لا مش للدرجة دي بس كانت حتحضر مع الدكتور وتساعده
عبد الرحمن : بس إنت كنت مخضوض قوي ده ولا أكن مراتك اللي بتولد
خالد : أصل الفرسة دي بقت عزيزة عليا قوي
نظر عبد الرحمن نحوه بتفحص ثم تابع : طيب أنا محتاج لمون بعد شحنة التوتر دي
خالد : لمون إيه ............. الغدا جاهز
عبد الرحمن : غدا إيه يا إبني هو أنا حاقدر آكل حاجة بعد اللي شفته ده .............. يلا هات اللي عندك
خالد : طيب نقعد الأول .............. إتفضل
عبد الرحمن : هه وادي قعدة ........... يلا قول يا بشمهندس
خالد : أنا كنت عايز أعرف رد حضرتلك على طلبي
عبد الرحمن : يابني إنت مستعجل كده ليه ده ربنا خلق الدنيا في سبع أيام
خالد : ونعم بالله ............ أصلي مسافر وكنت حابب لو أعرف رأيك مبدئياً يعني
عبد الرحمن : مسافر !!خالد : اه ظرف طارئ أسبوع وحارجع
عبد الرحمن : لما ترجع بالسلامة لينا كلام ............ حتى تكون إيناس خرجت من المستشفى
خالد : طيب إتفضل
عبد الرحمن : إيه ده
خالد : دي ورقة فيها كل بياناتي علشان حضرتك تسأل عني وعن عيلتي
عبد الرحمن : يا إبني سماهم على وجوههم
خالد : والله يا فندم المفروض أنا اللي أقول الجملة دي ............. حضرتك بتفكرني بوالدي الله يرحمه
عبد الرحمن : الله يرحمه ومدام بفكرك بوالدك يبقى بلاش يا فندم دي قول يا عمي زي ما بدأت كلامك
خالد : طيب ممكن ياعمي أطلب من حضرتك طلب تاني
عبد الرحمن : طلب إيه
خالد : ممكن أروح أسلم على إيناس في المستشفى قبل ما أسافر
رمقه عبد الرحمن بنظرة متفحصة مرة أخرى من تحت نظارته وتابع : هو المفروض لأ ............ بس أنا موافق .......... بس بشرط
خالد : إتفضل
عبد الرحمن : عايز الحقيقة يا خالد ............... الحقيقة اللي إنت وإيناس مخبينها
خالد : حقيقة إيه
عبد الرحمن : مين اللي ضرب الرصاص
صمت خالد لوهلة ثم زفر بعمق ونظر نحو عبد الرحمن بجدية وتابع : حاضر ............. أنا حقول لحضرتك على الحقيقة ........... حقولك مين اللي ضرب الرصاص .**********************************
كانت الساعة قد تعدت الحادية عشر صباحاً بقليل ............. الوقت يمر ببطء كقطارٍ متهالك يحمل على متنه الكثير والكثير من الأفكار .............. ذكريات الحاضر تتسلل بخبث نحو عقلها ........... تذكرت ضَحكته عندما أغرقه رعد ببقايا طعامه ........... إبتسمت ولكن تبدلت إبتسامتها لضيق عندما تذكرت غيابه ............ إنها تفتقده .......... أفاقت من شرودها على صوته ............ هذا من ينقصها .......... الآن تتخيل سماع صوته ! ........... ما بال هذا الرجل .......... تخطو النساء بعالمه نحو الجنون ............ ولكنه لم يكن جنوناً ............. لم يكن خيالاً ............ كان واقعاً متجسداً على باب غرفتها ..........هو بحدة نظراته ومكر إبتسامته ودفء صوته .
خالد : صباح الخير
إيناس : صباح النور
دخل بخطوات ثابتة ......... ثم قرَّب أحد المقاعد من فراشها وتابع متسائلاً أثناء جلوسه : هي ماما فين
إيناس : كل يوم الصبح بتروح على البيت شوية ........... تطمن على مصطفى وتشأر على الشقة وبابا بيجيبها بعد الظهر
تابع بإبتسامة: وإنتي عاملة إيه دلوقتي
إيناس : الحمد لله
كانت تجيبه بإقتضاب تابع بنبرة ضاحكة : متأكده ........... أنا متفق مع الدكتور أقل من 70 نبضة في الدقيقة مش حاستلم أنا بقولك أهو
ضحكت إيناس رغماً عنها وتابعت : إيه اللي إنت بتقوله ده
خالد : يااااااه .......... أخيراً ضحكتي .......... ده عملت بحث مُضني عالنكتة دي قبل ما أجيلك علشان أصالحك بيها إنتي عارفة دمي مش خفيف قوي .
أعادت بعض خصلات شعرها للوراء بإرتباك ثم تابعت : تصالحني .......... ليه
خالد : علشان زعلانة مني
إيناس نافية بتوتر : لا أبداً مش زعلانه
هو بثقة : لأ زعلانة
تابعت رغبة في الهروب : أخبار المزرعة إيه
خالد : وحشة من غيرك
ردت مسرعة رغبةً منها في التخلص من هذا الإرتباك الأحمق الذي يصيبها أمامه : يعني مفيش خساير
خالد : الخساير بسيطة وحنعوضها إن شاء الله
إيناس : إن شاء الله
خالد : مش عايزة تعرفي كنت فين الأيام اللي فاتت
إيناس : أكيد مشغول بمليون حاجة
خالد : يعني عندي مليون حاجة تشغلني عنك ! تبقي لسه زعلانة
نظرت نحوه بخجل دون إجابه .......... فحروف الهجاء تهرب أمام نظراته ............ تصبح شفرة هي نفسها غير قادرة على فك طلاسمها ........... إستشعر خجلها كعادته وإستقطع لنظراته بعض اللحظات الخاصة مع حمرة وجنتيها ثم تابع بصوت هادئ : لو زعلانة أنا ممكن أصالحك تاني
كانت نبرته ماكرة
.............
ردت مسرعة دون تفكير : لأ خلاص أنا مش زعلانة
ضحك بصوت عالٍ ثم تابع وهو يزفر براحة : اااااه ........... معاكي بانسى همومي
نظرت نحوه بقلق : حصل إيه
خالد : كارمن
إيناس : رقية كانت عندي إمبارح ........... بتقول دخلت مستشفى أمراض نفسية
خالد : نقلتها فيه من يومين لغاية ما تسافر وتتعالج برة
إيناس : للدرجة دي
خالد : معنديش إستعداد أجازف ......... ممكن تكون خطر على نفسها وعلى اللي حواليها
إيناس : هي عندها إيه
خالد : فقدان ذاكرة جزئي ........... مش فاكرة أحداث آخر 3 سنين
إيناس : معقول
خالد : الدكتور بيقول مع العلاج حتتحسن لكن أنا قلقان من رد فعلها بعد ما تفتكر ............. ده كمان مهم أعالجه
إيناس : عقلها حماها من الصدمة وهرب للماضي
خالد : على فكرة ............ هي كمان فاكرة إني لسه جوزها
نظرت نحوه بدهشة وتملك منها الغضب للحظات ثم إستدركت نفسها وتابعت : هي صعبانة عليا
قال خالد بنبرة حزينة : أنا كنت برده سبب في اللي حصلها
إيناس : حتسفرها فين
خالد : فلوريدا ............ صديق نصحني بمصحة كويسة هناك حجزتلها وحاوديها كمان يومين
إيناس : وحتسافر معاك بسهولة
خالد : الدكتور حيديها جرعة مهدئات وهي هادية أغلب الوقت بس أحياناً بتكون مركزة ومش عارفة هي فين
إيناس : ربنا يشفيها
خالد : حاغيب أسبوع واحد بس
إيناس : براحتك برده لازم تطمن على الوضع هناك
خالد : حتوحشيني حاجي عليكي من المطار
إبتسمت ثم قالت وهي تنظر للأسفل : غالباً حكون رجعت للبيت
تابع بإبتسامة واثقة : خلاص يبقى حاجي البيت
رفعت نظرها لتجده ينظر نحوها بإصرار متابعاً : حاجي البيت يا إيناس ............ فاهماني ......... حاجي البيت .صمتت لوهلة ........... كانت تعلم مقصده جيداً .......... كانت خائفة وسعيدة ............ حائرة ولكن راغبة بقربه .......... تابع مرة أخرى وهو يبسط يده من أجل مصافحتها : أشوف وشك بخير
كانت أناملها مرتجفة .......... باردة ........ إستقرت بأمان عندما إستشعرت دفء قبضته .......... وجدت نفسها تقول له : إبقى كلمني
نظر نحوها بعمق تبعته إبتسامة صادقة وقال : حاكلمك .......... كل يوم حاتصل أسمع صوتك
إيناس : لا إله إلا الله
خالد : محمد رسول الله
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن و الثلاثون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 


تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة