-->
U3F1ZWV6ZTQ4MzU2MTA4NDI4X0FjdGl2YXRpb241NDc4MDc5OTAzNTY=
recent
أخبار ساخنة

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - الفصل التاسع و الثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة مروة جمال علي موقعنا قصص نبيل و موعدنا اليوم مع  رواية همس الجياد بقلم مروة جمال. 

رواية همس الجياد بقلم مروة جمال - (الفصل التاسع و الثلاثون)

اقرأ أيضا: قصة عشقى الأبدى بقلم شيماء يوسف -الفصل الأول
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
رواية همس الجياد بقلم مروة جمال
كيف نرى العالم .............. هل نراه كما هو أم نراه كما نريد أن نراه .

الحقيقة أننا نرى العالم من خلال أنفسنا ............ أفكارنا .......... مشاعرنا .......... ربما سعادتنا أو غضبنا .
الصورة السابقة تمثل إختبار . فإذا نظرنا ملياً للصورة على اليمين ثم عدنا للصورة في المنتصف سنراها إمرأة جميلة .............. شابة ................ لها أنفٌ دقيق وترتدي عقداً ربما من الماس ولكن .............. إذا نظرنا بدقة للصورة الأخرى على اليسار ثم عدنا مرة أخرى للصورة في المنتصف سنجدها عجوز !! نعم عجوز تبدو في السبعين من العمر .......... حزينة ........... لها أنفٌ ضخم وترتدي شالاً سميكاً ......
نعم ............. نحن نرى الحياة بمنظور مختلف ويختلف بإختلاف تجاربنا ............ ماضينا ............ أفكارنا ..............هواجسنا ............ وستتبدل الصورة كلما تغيرنا نحن .
نعم ........... الصورة ثابتة ونحن من نتحرك .
خالد
مرت عدة أيام .............. وإستقرت كارمن بالمشفى النفسي ............. كان يذهب لزيارتها يومياً ............ مرت الأيام عليه مزدحمة ........... ممتلئة بما حدث ويحدث وسيحدث ومع مرور الوقت بدأ يوقن ويعي التغيير حوله ........... إختلف كل شئ ......... كارمن تبدو مختلفة ........... ملامحها ......... إبتسامتها ............. عيناها ............. وكأنها ليست كارمن ............ وكأنها إمرأة أخرى قابلها فقط منذ عدة أيام ............ فلم تعد خصلاتها الحمراء ثائرة .............. جامحة كما إعتادها لا بل أصبحت هادئة ............ مستكينة ............. خاضعة .
زرقة عيناها تملك منها السكون ......... والركود ............ ربما اليأس وربما العفة .............. نعم إنطفأت شعلة الرغبة بداخلها ............ ولكن أية رغبة ؟؟ رغبتها أم رغبته .............. فمنذ البداية كارمن لم تكن سوى رغبة .............. رغبة الإنتقام .............. رغبة الكيد .......... ورغبة المتعة ............ والآن أصبحت رغبة التطهير .

نعم إختلف كل شئ وأصبح يراها بمنظور مختلف .............. مسالم ........... هادئ ............. مسامح ........... منظور معبقٌ بنكهة البندق .
***************************
إيناس
عادت للمنزل ............ عودة أخرى ............. مرة أخرى ........... مشفى آخر ............
يبدو كل شئ مختلفاً ............. على الرغم من أنه لم يتغير شئ فالأثاث مرتب كعادته ............... عبق الدفء يغمر المكان كما عهدته ............. والدتها تمارس طقوسها الخاصة بالمطبخ التي تنبئ بوجبة شهية ساخنة .............. وجبة تلذذت بطعمها أكثر من ذي قبل ............ نعم كل شئ يبدو أجمل ............ حتى الشرفة ................ شرفة شريف ...............تلك الشرفة التي إحتضنت ذكرياتها ...........أحلامها .............. سعادتها ............أحزانها ............. عشقها .
لم تتوجه نحوها بخطوات مرتجفة تلك المرة .............. لم ترى القبح بمعالمها كما إعتادت ............ فالمرأة بالشرفة كانت تبدو جميلة .............. متفانية ............. سعيدة ............ إنها أم مستمتعة برونق الطفولة المحيط بها .............. وكأنها تراهم لأول مرة ........... وكأنها ترى الحياة من جديد .
حياة بشمس صبوح تشرق مع رسائله الصوتية كل صباح ............ نبرته الدافئة وعباراته العاشقة أصبحت عادة ............. وسعادة .......... ورغبة وإبتسامة ودقات قلب متفانية من أجله وكل شئ
كانت وحيدة بغرفتها عندما سمعت طرقات متتالية على الباب ............
رمق عبد الرحمن إبنته بنظرة باسمة وقال : صباح الخير يا أنوس
إيناس : صباح النور يا بابا
عبد الرحمن : عاملة إيه دلوقتي
إيناس : أنا كويسة يا بابا متقلقش عليا
عبد الرحمن : طيب يا بنتي الحمد لله ............. دماغك رايقة عايز أتكلم معاكي شوية
إبتسمت لأبيها بإرتباك وتابعت : اه طبعاً إتفضل يا بابا
إبتسم عبد الرحمن لإبنته ثم تابع بنبرة جادة : بصي يا إيناس من غير مقدمات كتير البشمهندس خالد طلب إيدك مني
صمتت إيناس لوهلة وقد تمكنت دهشة ممزوجة بالخجل من ملامحها ثم تابعت بنبرة خافتة : طلب إيدي .......... إممممتى
عبد الرحمن : في المستشفى
إيناس : في المستشفى !!!
عبد الرحمن : أيوة في المستشفى ............ تقريباً ده كان أول كلامه معايا
كانت تستمع لأبيها والدهشة مسيطرة عليها ........... فخالد لم يُخبرها أنه بالفعل تقدم للزواج منها وبتلك السرعة ............. الزواج ........... ماذا كانت تظن أنها ستقضي سنواتها القادمة في إستقبال برقياته العاشقة ........... حتماً سيكون هناك زواج فقد أخبرها بإصرار أنه سيأتي للمنزل .......... أخرجها صوت أبيها من أفكارها المتشابكة وقد تابع : بصراحة أنا في الأول مكنتش متشجع لكن لما سألت عنه وعن عيلته لقيت سمعتهم طيبة وهو أعتقد إنه شخص ناجح ولا إنتي إيه رأيك
إيناس : هه
عبد الرحمن : إيه رأيك في البشمهندس خالد
ردت بإرتباك : هو كويس ............. كويس
عبد الرحمن : يعني موافقة
إيناس : موافقة ............. على إيه
رمقها أبيها بنظرة فاحصة وتابع : على الجواز
تبدلت ملامحها ........ تمكنت منها الحيرة والحزن ..........قالت بيأس : مش عارفة
إبتسم عبد الرحمن لإبنته ثم أحاطها بذراعه ليجذبها بقربه وتابع : شوفي .......... والدتك طبعا مشجعة الموضوع ........... أنا كنت متردد لكن هو وعدني بحل مشكلة كارمن وإنها مش حتسبب إزعاج ولا خطر ليكم من تاني
نظرت له إيناس بصدمة قائلة : هو حكى لحضرتك على كارمن
عبد الرحمن : وإنتي تفتكري إني ممكن كنت أوافق من غير ما أفهم بالضبط اللي حصل ليلتها في المزرعة
لا تدري ماذا حل بها ولكن سخونة وجهها كانت تنبئ بملامح حمراء تحمل الخجل والغضب في آن واحد ............ أيعقل أن يكون قد أخبر والدها بتضحيتها من أجله ............ لاحظ عبد الرحمن ملامحها الحائرة وقلقها البادي بقوة على وجهها .......... كان يود أن يصمت منتظراً تفسير ما حدث منها تلك المرة ولكنه آثر المتابعة من أجل تهدئتها فتابع : أنا بصراحة كنت مصدوم لما حكالي على موت اللي اسمه كريم وكمان جنون كارمن المؤقت وضربها نار عليكم عشوائي وفي الآخر إنتي اللي انصبتي .............. زم شفتيه وتابع : طول عمرك محظوظة كده يا بنتي
تنفست إيناس الصعداء عندما سمعت كلام أبيها .............اه كم تحب خالد في تلك اللحظة ............ هل هذا حقاً هو الحب........... أن يعلم حبيبك بما توده دون
أن تُصرح له بذلك ............. نعم ربما علمت رقية بتضحيتها من أجله ولكنها لم تشأ أن تواجه عائلتها بهذا الشأن فآخر ما ينقصها الآن هو تبرير هذا العشق أم ربما هذا العذاب الذي أصبحت تريده رغماً عنها ...............
مرة أخرى يُخرجها صوت عبد الرحمن من شرودها ..................تابع الأب بنبرة ماكرة : ها يا إيناس .............. الراجل منتظر ردنا غالباً حيزورنا الأسبوع الجاي بعد ما يرجع من السفر
إيناس : هو كلم حضرتك .......... حدد معاد يعني ؟
عبد الرحمن : تقريباً إتفقنا على كده لما شفته آخر مرة في المزرعة
إيناس : هو حضرتك رحت المزرعة ؟
عبد الرحمن : أيوه قبل ما يسافر علطول طلب يقابلني وإتقابلنا هناك .......... لأ وكمان على حظي أحضر يا ستي الولادة اللي كان المفروض حضرتك تحضريها
تملكت منها الدهشة مرة أخرى ............. ما بال هذا الحوار .......... زاخرٌ بالمفاجآت ............ هتفت متسائلة : ولادة ................. سهيلة ولدت ؟
عبد الرحمن : مكنتيش تعرفي ........... خالد ما قالش ليكي
نعم لم يخبرها ............ بل تهرب من الإجابة عندما سألته عن سهيلة منذ يومان وقال أنها بخير ولم تلد بعد ............. أجابت أبيها مسرعة ربما لتنفي مكالمتها الهاتفية كتلميذة صغيرة : لأ ......... حيقولي إمتى
إبتسم عبد الرحمن لطفلته العنيدة ثم تابع : عموماً قدامك يومين وتديني رد ............ لو رافضة بلغيني بس طبعاً مش حينفع شغل في المزرعة بعد رفضك ................ ولو موافقة مش شرط تبلغيني ........... يعني حنمشي بمبدأ السكوت علامة الرضا
قال عبد الرحمن جملته وغادر غرفتها مسرعاً قبل أن تبدي الموافقة أو الإعتراض على إقتراحه ........... إبتسم بسخرية هو يعلم ردها ........... فمنذ أن دلف للغرفة ولمح شعاع الشمس بداخلها وشرفتها المفتوحة على مصراعيها وقد تزينت بضحكات الصغار من الشرفة المقابلة علم الرد ............ إنها الحياة .
الحياة التي تمكنت في النهاية من عزلتها ............... تسللت ببطء لعالمها الصغير حتى تمكنت منه .............. نعم دون أن تشعر تمكن منها هذا العشق وعندما قررت الهروب إكتشفت في النهاية أنه تهرب نحوه لا منه
خالد ............. هذا الغاضب الذي إقتحم ليس واقعها فقط بل أحلامها أيضاً ......... نعم كان خالد يخطو بثقة داخل دهاليز عقلها بهذا العالم المسمى الأحلام وكأنه قرر الإستئثار لنفسه بكل شئ ............ الواقع والخيال ............

كانت الساعة قد تعدت الثانية صباحاً .............. أيقظها رنين الهاتف ........... كان هو ........... أجابت بقلق بالغ : خالد .......... خير إنت كويس
خالد : متتخضيش ............ أنا عارف الوقت مش مناسب بس أصلي بكلمك قبل ماركب الطيارة
إيناس : إنت مسافر دلوقتي
خالد : اه طيارتي كمان نص ساعة
إيناس : توصل بالسلامة
خالد : الله يسلمك ........... كان لازم أسمع صوتك قبل ما أسافر أهو يونسني في ساعات السفر المملة دي
إيناس : المسافة طويلة صح
خالد : أكثر من 10 ساعات ........... تخيلي كل ده محبوس في الجو .......... بصراحة أنا بكره الطيران جداً
إيناس : ليه
خالد : تخيلي محبوس في علبة سردين بالأمر ومش قادر أخرج .......... ححاول أنام
إيناس : فعلا .......... بالشكل ده طبيعي تكره الطيران .......... إنت بتحب الأماكن المفتوحة .......... زي المزرعة
خالد : طيب بذمتك المزرعة موحشتكيش
إيناس : بصراحة وحشتني ........... ووحشني رعد ووحشتني سهيلةقال بمكر : بس رعد وسهيلة ......
أجابت مسرعة : صحيح .......... أخبار سهيلة إيه ؟ برده لسه ما ولدتش
خالد : هي مستنياكي تيجي تحضري الولادة بنفسك
إيناس : بس كده هي إتأخرت ........... لازم دكتور يشوفها
خالد : طيب ما تنورينا يا دكتور ........... ساعة واحدة بس ........... علشان خاطر سهيلة
تابعت وهي تكتم ضحكتها : خلاص حاجي حتى كمان بابا عايز يجي معايا
صمت لوهلة ثم تابع بغيظ عندما إستدرك نبرتها الساخرة : بقة كده ..................ضحكت رغماً عنها وقالت : طيب ليه خبيت عليا
خالد : كنت عايز أعملهالك مفاجأة ............... كان نفسي أشوف ملامحك أول ما تشوفيهم الإتنين
إيناس : طيب مش كنت وعدتني أسميه ........... كده إنت رجعت في كلامك ولا إنت سايبه من غير إسم
خالد : وهو أنا أقدر أسيب حبيبتي إيناس من غير إسم لغاية دلوقتي ..................
إرتبكت بشدة عندما نطق إسمها مقروناً بلفظ حبيبتي وتملك منها الخجل حتى قبل أن تدرك معنى عبارته وظلت صامتة للحظات قطعها هو بصوته قائلاً : إيه ........... رحتي فين
إيناس : إنت بتقول إيه
تابع بصوت هادئ : إسمها إيناس ............. قالت بتردد : على إسمي
خالد : وهو في إيناس غيرك
إبتسمت وظلت صامته ........... تابع خالد : لما تشوفيها حتعرفي ليه سميتها إيناس
إيناس : شوقتني أشوفها
خالد : القرار بإيدك ........... من بكرة لو حبيتي مش بس تشوفيها لأ تفضلي جنبها علطول
أجابت بإرتباك : اممممممممم الطيارة معادها قرب
إبتسم وتابع : فعلاً أنا داخل دلوقتيإيناس : خلاص نقول لا اله الا الله
خالد : محمد رسول الله
********************************
رقية
منذ أن خطت خطواتها الأولى لمنزلها من جديد شعرت بالضيق ........... لم تتصور يوماً أن تشعر بالضيق من منزلها ......... مملكتها الصغيرة .......... ولكن صوت سهام الرفيع .......... نبرتها القاسية ........... نظرتها الكائدة وكأنها مشاعر من الغضب تتجول بالمكان .......... وكأن عبق سهام إلتصق به ويأبى الرحيل ..........
ولكن مع مرور الأيام بدأ يتلاشى ............ تناثر أمام نسمات الهواء التي إنطلقت تعدو بحرية في جنبات المكان مُحاطة بضوء الشمس ........... إنها الحياة .............. المستقبل ............ إنه خالد الصغير .
وبدا المنزل مختلفاً بعيناها مرة أخرى ........... هي ترى الآن تفاصيل صغيرة لم تُدر لها بالاً قبل ذلك ........... الدرجات البسيطة للسُلم تراها كارثة ........ خطر يهدد سلامة صغيرها وتلك الطاولات الزجاجية الصغيرة التي إعتادت أن تزين بها جوانب غرفة معيشتها لم تعد تراها جميلة بل أصبحت أداة مخيفة قد تهدد حوافها المدببة جبهة ملاكها الصغير .............. ودون شعور وحتى قبل أن يُكمل خالد شهره الأول إنطلقت تخطط لحملة واسعة من التغيير .......... لتتحول مملكتها صغيرة لبيئة آمنة ........... فقط من أجله ..........
نعم ............ إختلف منظور الحياة لدى رقية .............. أصبحت تراها من خلال صغيرها خالد .............. ورغم القلق إلا أنها كانت تبدو أجمل من ذي قبل .
حمزة
إفترض حسن النية إلى أن يثبت العكس ...........
طالما كانت تلك العبارة هي مبدأه بالحياة ............ إبتسم بسخرية ............ يالها من عبارة حمقاء ............ وهو كان أكثر منها حماقة ........... إفترض الصدق حيث ينمو الكذب .............. ألقى ببذور الثقة بأرض الخديعة ...............وكأن الكذب حالة إعتادها الجميع سواه ............ حتى هي طالما رآها جميلة .......... صادقة ............ هادئة كأحد ألحانه ولكنها ليست كذلك نعم ............ حتى هي تلوثت بالخديعة .........خديعة نفسها قبل الجميع فقد عشقت خالد في النهاية .
أي الأمرين أفضل أن تتكيف مع التغيير حولك أم تتجاهله ........... بالطبع إختار حمزة أن يتكيف مع التغيير وتلونت الحياة بعيناه من خلال منظور آخر ............ أكثر حرصاً ربما ............ فالقاعدة الآن تقول إفترض سوء النية إلى أن يثبت العكس .................
زفر بقوة قبل أن تضغط أنامله جرس الباب بقلق .............. لم تصدق رقية نفسها عندما وجدته بباب منزلها ........... جذبته بقوة مطعمة بحنان الأمومة من ذراعه إلى الداخل وهي تقول بنبرة لائمة : كده يا حمزة ........... تدوخني عليك علشان أشوفك
أجابها بإبتسامة مقتضبة : معلش يا أبلة ......... ظروف
كانت عيناه حزينة ............ صامتة ............ وكأنها تحمل أطناناً من الهموم ............ نظرت رقية نحوه في آسى وتابعت : مالك يا حمزة ............. فهمني يا حبيبي إيه اللي حصل
إبتسم بسخرية : يعني إنتي يا أبلة متعرفيش
رقية : هو حد فاهم حاجة ............ هما كلمتين بتوع الغفير بيقول شاف كارمن في عربيتك ليلتها ............. وخالد قفل الموضوع بجنزير وقال محدش يتكلم فيه تاني ............ ومحدش فاهم حاجة
حمزة : لالا يا أبلة الكل فاهم ........... من غير كلام باين في عينيهم ............ بس مش قادرين يقولوها في وشي ولا حتى يسألوني منين دخلتهم ومنين دافعت عن المزرعة بحياتي بعد كده
رقية : الموضوع مش محتاج سؤال يا حمزة .......... إنت إنضحك عليك بس نفسي أفهم إزاي
حمزة : مش حينفع ............ عمري ما حقدر أقولك إزاي
زفرت رقية بيأس ثم تابعت : عموماً هي خدت جزائها
صمت لوهلة عندما تذكر هذيان كارمن ............. طغت الإبتسامة الساخرة على ملامحه مرة أخرى لا يعلم ماذا أصابه ولكنه لم يشعر نحوها بالشفقة ........... وكأن الجمود تمكن منه حتى النخاع ........... نظر نحو رقية بحنان وتابع : أنا جاي أقولك أشوف وشك بخير
رقية بصدمة : إيه ............... لأ ................ لأ يا حمزة .............. لأ
زفر بعمق : صدقيني ........... معدش ينفع ........... لازم أبعد بجد مش قادر أقعد هنا ............ أنا كمان جاتلي فرصة سفر كويسة
رقية وقد أمسكت بيده وبدت عبراتها من أجله : ليه يا حمزة ............ خلاص بقه موضوع وعدى وكلنا حننساه ............ ولا في سبب تاني ............ إيناس وخالد ......... صح
ربت حمزة على يد رقية ثم ضغط بأنامله على جبهته ليتركها بعد ذلك تتخلل خصلات شعره الأسود وإستقر باطن كفه في مواجهة رأسه مستنداً عليه مغمض العينين وتابع : مش حينفع ............ خالد مش حيقدر يتعامل مع واحد هو عارف إنه كان بيحب مراته .............. ولا أنا حاقدر أتعامل مع ده
ملست رقية على رأسه في حنان وهي تتابع : الزمن بيداوي يا حمزة ............. بكرة تنساها وتقابل حبك اللي بجد
نظر نحوها بإبتسامة : مش لما يكون ليا أنا رغبة أحب من تاني
إبتسمت رقية في محاولة لتلطيف الأجواء وتابعت : هو إنت فاكر إنه بمزاجك ولا إيه
أجابها بإصرار : أيوة كله بمزاجي بعد كده ............ وبده ............. ده أهم حاجة
قال عبارته الأخيرة وهو يشير نحو رأسه ملمحاً لعقله
تابعت رقية وهي تنظر نحوه بعمق : إنت خوفتني عليك يا حمزة ............ فين حمزة بتاع زمان
إبتسم بآسى : إكتشف إنه مش فارس .......... ومعندوش حصان أبيض ............ إكتشف إنه مش فاعل لأ ده مفعول بيه وبس
رقية وقد تمكنت منها العبرات بقوة تلك المرة وبنبرة باكية تابعت : ومين قالك إنك فارس ........... إنت ناسي ولا إيه
أنا مش فارس ولا فتى أحلام ............... أنا زحمة وربكة وشغل جنان
إبتسم وبعبرات متحجرة تابع بدوره : نص بيضحك والتاني زعلان
وضعت رقية يدها على فمها قبل أن تنفجر في بكاء وداعه وجذبته بقوة لتحتضنه بحنان ............ولكن تمكن منها البكاء في النهاية .............. عبرات منهمرة كالشلال بللت كتفيه ..................
تابعت : حترجع هه ............ حتتوه شوية وترجع صح
إبتسم لها ولكن بملامح باكية ثم طبع قبلة وداع على يديها وهرب مسرعاً دون كلمات ......... أم ربما دون وعود ........
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع و الثلاثون من رواية همس الجياد بقلم مروة جمال 


تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة